ما زلت أذكرها بكامل تفاصيلها.. غرفة صغيرة في ركن من أركان جمعيتنا الحبيبة (جمعية الإصلاح) يحمل مفتاحها رقم (٢٦) مكتوب على بابها (اللجنة الاجتماعية).. فيها عدد من الخزانات الحديدية الجرارة ومكتب صغير ثم طاولة تتوسط هذه الغرفة محاط بها عدد من الكراسي.
تلك الغرفة كانت النواة الصغيرة التي انطلقت منها منهجية العمل الخيري المنظم والمبني على دراسات وبحوث ميدانية لمعرفة وتلمس حاجات الأسر المتعففة في مملكة البحرين ومحاولة سد جانب من هذا العوز.. ليضاف هذا السبق إلى سجل الإنجازات الرائدة التي تفردت بها جمعية الإصلاح في حقبة من الزمن لم يشاركها فيها غيرها.. بل كانت النموذج الذي رسم الطريق لغيرها من المؤسسات الخيرية في مملكة البحرين وخارجها.
كانت اللجنة الاجتماعية آنذاك برغم صغر حجمها شعلة من الحراك الاجتماعي يتداعى فيها أعضاء الجمعية في المواسم المختلفة ليتقاسموا الأدوار، فمن العمل الإداري والمكتبي إلى المهام المالية والمحاسبية إلى جولات البحث والتقصي الميدانية إلى حمل الأكياس والمؤن لتوزيعها على مستحقيها.
تلك كانت الشرارة الأولى للعمل الخيري المؤسسي التي قادها بجدارة آنذاك الوالد المرحوم قاسم يوسف الشيخ (بوحافظ) بمساعدة عدد من الإخوة الذين أصبحوا فيما بعد رموزًا للعمل الخيري يشار إليهم بالبنان على مستوى المملكة.
ثم تطور العمل فتم توسيع نطاق العمل الخيري ليشمل الإغاثة للبلدان الفقيرة والمنكوبة، حتى باتت الحاجة ملحة إلى إنشاء كيان متخصص، تتفرع فيه الأقسام المعنية بدراسة وتلبية احتياجات العمل الخيري في الداخل والخارج وفق منهجية مؤسسية تحكمها اللوائح والأنظمة، وتتماشى مع ما تنص عليه قوانين الدولة المنظمة لحركة الأموال وجوانب صرفها، فكانت لجنة الأعمال الخيرية التي ضربت خلال عملها أروع الأمثلة في تعزيز جانب العطاء الإنساني، وكانت الشمعة المضيئة في ظلام مآسي العديد من الشعوب المنكوبة، واليد الحانية التي تربِّتُ على أكتاف المعسرين والمحتاجين.
ولأن التغيير سنة الحياة، ولأن من لا يتطور يتدهور، ومن لا يتقدم يتقادم، تأتي المرحلة الجديدة السعيدة لمسيرة العمل الخيري بجمعية الإصلاح، وهي ترفل في ثوب التميز والتفرد والسبق.. ثوب (كاف الإنسانية).
تحية للرعيل الأول من رجال الجمعية المخلصين الذين حملوا راية العمل الخيري منذ بدء مسيرة نادي الإصلاح، وتحية للجنة الاجتماعية التي أشعلت الشمعة، وتحية للجنة الأعمال الخيرية التي عززت جذوة العطاء ووسعت دائرة الخير.
وتحية وألف تحية نهديها اليوم إلى (كاف الإنسانية) التي خرجت إلينا بطلّتها البهية، متوشحة شعارها الإنساني النبيل (الكفاية هي البداية).
والله من وراء القصد،،
سورة يوسف سماها الله أحسن القَصص لأنها تضمَّنت من الأحداث ما يظنه الواحد منا لأول وهلة أنها مصائب ومحِن، غير أن المتأمل في نتائجها يجد أنَّ رحمة الله الرحمن الرحيم تتجلى في ثنايا هذه المحن، لتحيلها مِنَحاً وعطايا. قصة بدأت برؤيا، تم تعبيرها من قِبَل...
لا أدري ما الذي دفعني في هذه اللحظة، وأوجَد الرغبة في نفسي أن أكتب عن عيسى بن محمد؟! هكذا فجأة.. وجدت نفسي أريد أن أكتب عنه.. لا أدري لماذا؟! هل لأنني فقدت المرجع الذي كلما أردنا الفصْل في بعض القضايا بحكمة وتعَقُّلٍ ذهبنا إليه؟! هل لأنني فقدت صاحب...
جاء في الحديث (إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء) في إشارة إلى لفتة تربوية نبوية تربِّي المسلم على أهمية تجريد القصْد في العبادة من كل شيء وصرْفها لله وحده امتثالاً لقوله تعالى"وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّ...
إنه طاعة من أعظم الطاعات، وقُربة من أنفع القُرُبات.. شُرِعت في كل وقت وحين.. لاتأخذ منك كثير جهد ولا وقت، لكنها من حيث أثرها تزن الجبال الراسيات. وهو عبادة تعقُب العبادات، كالصلوات وقيام الليل والحج وسائر العبادات، وتُختَم بها المجالس طلباً للصفح وا...
لعمرك ما الرزية فَقْدُ مالٍ ولا شاةٌ تموت ولا بعيرُ ولكن الرزيةَ فَقْدُ فَذّ يموت لموته خَلقٌ كثيرُ إن رحيل العظماء والعلماء والدعاة والمصلحين مصيبة شديدة الوقْع على الأمة كلها، لأن في ذهاب هؤلاء ذهاباً للعلم الذي يحملونه، وتوقُّفاً للدعوة التي ي...
من المواقف البطولية الخالدة موقف الصحابي الجليل عمرو بن الجموح رضي الله عنه، وهو أحد أصحاب الأعذار الذين أجاز الله لهم التَّخَلُّف عن القتال بسبب إعاقته لأنه أعرج، والله تعالى يقول "لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَ...